logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
01:19:28 GMT

من الـحـرّيـة والـسّـيـادة... و«الانـتـظـام الـعـام»

من الـحـرّيـة والـسّـيـادة... و«الانـتـظـام الـعـام»
2025-05-15 06:19:06
 حـمـزة الـخـنـسـا - الأخـبـار

في بلد أنهكته الأزمات الاقتصادية والسياسية المتداخلة، ليس غريباً أن يصبح القرار الوطني في لبنان محلّ مساومة دائمة بين ضرورات الداخل وإملاءات الخارج.

لكن ما يبدو مستفزّاً في المرحلة الراهنة، أنّ بعض القوى السياسية تحاول شرعنة هذا الارتهان عبر ذرائع دستورية مموّهة...

من نوع ربط حرّية التعبير بـ«الانتظام العام في مجتمع ديموقراطي»، لتبرير قمع الرأي الحرّ ومنع أي نقد للتدخّلات الخارجية، تحت لافتة الحفاظ على العلاقات مع «الدول الصديقة».

هذه الدول، التي تقدّم نفسها في العلن كداعم للشعب اللبناني، تفرض في الكواليس شروطاً سياسية تتجاوز مجرّد التعاون أو المساعدة.

لتصل إلى حدّ التدخّل في مضمون الخطاب الإعلامي، وتحديد مَن يُنتقد ومَن يُحظر الاقتراب منه. 

في الأيام الماضية، طالبتْ رئاسة الجمهورية وسائل الإعلام بـ«ضبط خطابها» بحجّة الحفاظ على العلاقات مع تلك الدول، رافعة شعار «الحقيقة أولاً، والانتظام العام ثانياً». 

لكنّ السؤال الجوهري هنا: مَن يحدّد الحقيقة؟ ومَن يقرّر ما يضرّ وما لا يضرّ بـ«الانتظام العام»؟

مِن المثير للسخرية أنّ الدولة التي تلتزم الصمت أمام وسائل إعلام تحرّض على مكوّنات لبنانية كاملة، وتديرها جهات خارجية بتمويل سخيّ...

تجد الجرأة على كتم الأصوات التي تنتقد هذه الهيمنة الإعلامية – لا لأنها باطلة، بل لأنها لا تنسجم مع التموضع السياسي لبعض الجهات الرسمية.

الخطير في هذا المشهد، أن «الدول الصديقة» لا تكتفي بفرض أجنداتها على الحكومة اللبنانية، بل تذهب أبعد من ذلك...

عبر تمويل أحزاب سياسية ووسائل إعلامية ومنصّات رقمية لبثّ خطاب موجّه يخدم مصالحها الإقليمية, حتى وإن كان على حساب النسيج الوطني اللبناني. 

وهكذا تنفصل السلطة عن الشارع، ويزداد الشرخ الداخلي، ويُهدَّد الاستقرار باسم الحفاظ على علاقات خارجية ملوّثة بالمصالح والابتزاز السياسي.

المشكلة ليست فقط في تواطؤ قوى داخلية مع الخارج، بل في قبول ذلك كأمر واقع. 

عندما تُفرض على لبنان شروط تتعلّق بما يجب أن يُقال أو يُحجب في الإعلام.

وعندما تتدخّل دول في تسمية الوزراء وتحديد مَن يجب عزله، فإننا لا نكون أمام شراكة دولية، بل أمام وصاية سياسية غير معلنة، تتعارض مع أبسط مبادئ السيادة التي تُفترض لأي دولة مستقلة.

بلغة أوضح: القرار اللبناني لم يعد حرّاً بالكامل. كل صفقة دعم أو مساعدات مشروطة باتت تتضمّن بنوداً سياسية تحت الطاولة...

تتعلّق بمواقف خارجية وصراعات إقليمية لا علاقة لها بمصلحة الشعب اللبناني. 

أمّا الإعلام الحرّ، فهو الضحية الأولى في هذه التسوية الكبرى، إذ يُطلب منه أن يكون أداة تطبيل لا منبراً للمساءلة.

من الواضح أن لا أحد في لبنان يرفض بناء علاقات متوازنة مع الدول الخارجية.

لكنّ هناك فارقاً شاسعاً بين علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، وأخرى قائمة على الابتزاز السياسي والإعلامي. 

وبينما تتذرّع السلطة بأهمية «الانتظام العام»، يَضيع حق الناس في المعرفة، وتُحجب الحقائق، وتُشيطن الأصوات الحرّة التي تجرؤ على المساءلة.

اليوم، المعركة لم تعد فقط مع الخارج، بل مع الداخل الذي قَبِلَ أن يضع قراره السياسي والإعلامي في جيب السفراء والمصالح العابرة للحدود. 

المعركة الآن من أجل استعادة القرار اللبناني، ولمنع بيع السيادة الوطنية مقابل هبات مشروطة وتوصيات مشبوهة.

ثمّة مَن يبرر رهن السيادة بحاجة لبنان إلى الدعم المادي والسياسي من الدول الخارجية.

ولكن هنا تبرز إشكالية حقيقية تتعلّق بقدرة الدولة على الحفاظ على سيادتها الوطنية. 

ففي ظلّ الدعم المالي والسياسي الذي يحصل عليه لبنان، يصبح قرار السلطة السياسية مرهوناً بالمصالح الخارجية، ما يعرّض السيادة اللبنانية للخطر. 

خصوصاً عندما تفرض الدول الخارجية شروطاً سياسية على لبنان، مثل إسكات الإعلام أو تغيير الرموز والشخصيات على الشوارع العامّة، ما يشكّل انتهاكاً لمبدأ الاستقلال الوطني.

ويظهر من هذا الواقع أن لبنان، بدلاً من أن يكون في موقع اتخاذ قراراته بحرّية...

يتحوّل إلى دولة خاضعة لضغوطات خارجية قد تفرض تصوّراتها السياسية على الساحة الداخلية. 

وهذا يعرّض الاستقرار الداخلي في لبنان للخطر، خصوصاً في ظل وجود قوى سياسية داخلية ترفض هذا التدخّل الخارجي.

وتتَرجم هذه الانقسامات إلى مواجهات حادة على الساحة السياسية والإعلامية، ما يزيد من الاستقطاب الداخلي.

بخاصة عندما لا يتوقّف عند التدخّل السياسي فحسب، بل يمتدّ ليشمل تمويل دول لوسائل الإعلام والأحزاب السياسية.

ما يعزّز نشر خطاب سياسي وإعلامي موالٍ لهذه الدول ومعادٍ لأطراف لبنانية أخرى. 

هذا النوع من التمويل والتوجيه الإعلامي يشكّل تهديداً حقيقياً للاستقرار السياسي والاجتماعي في لبنان.

من الناحية السياسية، يمكن وصف هذا الوضع بأنه اختلال في موازين السيادة. 

بينما تسعى الدولة اللبنانية إلى الاستفادة من الدعم الخارجي، فإنها، في المقابل، تدفع ثمناً باهظاً في شكل فقدان الاستقلال السياسي. 

وهذا يخلق فجوة كبيرة بين القرارات السياسية التي تخدم مصالح القوى الداخلية والوطنية، وبين القرارات التي تُفرض من قبل دول خارجية. 

يتفاقم هذا الوضع في ظل الصراع الداخلي حول كيفية التعامل مع الضغوط الخارجية التي تهدّد التوازن السياسي والاجتماعي في البلاد.

وبناءً على هذه الديناميكية، تظلّ السيادة والاستقلال السياسي في لبنان مهدّدين...

ما يوجب على المسؤولين اللبنانيين التفكير في كيفية حماية القرار الوطني والحدّ من تأثيرات القوى الخارجية التي قد تؤدّي إلى مزيد من الاستقطاب والصراعات الداخلية، بدل محاولة التماهي معها. 

ففي دولة تعاني من أزمة ثقة عميقة بين الشعب ومؤسساته، لا يمكن بناء ديموقراطية حقيقية من دون ضمان حرّية التعبير للجميع، لا للبعض فقط. 

وإذا ما استُخدم «الانتظام العام» كأداة لفرض الصمت، فهو لم يعد حماية للنظام بل أصبح تهديداً له.

ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
عندما تشيب الأحزاب فكل التحية لأندية كرة القدم كتب: حسن علي طه بسم الله الرحمن الرحيم ...وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا
زياد الرحباني... وقرطة ناس مجموعين بقلم الإعلامي خضر رسلان جلسوا في القاعة الوزارية، يحملون وقارًا رسميًا، وربطات عنق محكمة
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
فـي وداع الـسـيّـد حـسـن نـصـرالله... الله يَـعـلـم مـا فـي الـقـلـوب
25 آيار من دون السيد ومنبصم بالدم للحفاظ على المقاومة والسلاح!
اليمن صراع الإرادة والقوة في وجه الاستكبار دروس من قلب المقاومة
المشروع الأميركي – السعودي: نزع الشرعية عن المقاومة تمهيداً لفتنة داخلية! ابراهيم الأمين الثلاثاء 5 آب 2025 ليس بين الح
جبران باسيل: لا تفاوض بتسليم مسبق للعدوّ
الترويكا» تهدّد بـ«آلية الزناد»: لا مفاوضات نووية من دوننا
هل يوجب الدستور نزع سلاح المقاومة؟
ميقاتي «يستدعي» اللجنة الخماسية لبحث خروقات العدوّ
ترخيص يهدّد إيرادات الخزينة ويضرب تنافسية القطاع الخاص ما بعد «ستارلينك» ليس كما قبله
محمد علوش : هل يصبح سعد الحريري مصلحة سعودية فيعود إلى لبنان؟
المقاومة... صمّام أمان الأمن القومي العربي
العدو «يفشّ خلقه» بالحديدة: تكرار بلا نتائج الجزيرة العربية رشيد الحداد الثلاثاء 22 تموز 2025 صنعاء لا تتأخر في الرد عل
ناصر قنديل : المقاومة… لمزيد من الصبر
استنزاف الموارد الاقتصادية اليمنية لعبة العمالة والنهب على حساب معاناة الشعب وكرامة الوطن
ممداني و«التفاحة الكبيرة»: نقطة تحوّل
الاخبار _ امال خليل : الأسبوع الأخير للهدنة: العدو لا يزال يتمدّد
هل يستطيع الكيان «الإسرائيلي» تأجيل الانهيار؟ ‬ د. حسن أحمد حسن بعيداً عن حملة التهويل والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأم
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث